عندما بكى القلم

من طرف **فهد بن محمد** الإثنين يونيو 25, 2012 2:53 pm

اهدت له ذات مره قلما ً أو تركت منها شيئا ً لديه في لحظة حاسمة
كانت تعرف جيدا ً ماذا يعني له القلم وحين يكون منها
كل الاقلام لديه شيء يكاد يكون مقدس فالقلم ليس أداة كتابة
أنه رمزية بوح للوجع وابتسامة حرف على محيا الاوراق
القلم ليس هيكلا ً بلاستيكي او خشبي أنه دفق المشاعر التي تمر من خلاله
فمن هنا أتخذ موقعه في نفسه
اقترب موعد السفر وكان سفرا ً غير مخطط له جاء كومضة البرق
التي تباغت من يراها وتختفي ..
أخبرته بكلمات قصيرة مدوية من وقت مسروق
سنسافر سنغيب او بالاحرى سأغيب
لن تراني لأيام قد تطول فلا علم لديها كم يستغرق الوقت
كانت تحتفظ له بهدية تترصد الفرصة لتعطيها أياه قبل هذا الحدث
والسفر اصبح امرا ً حتميا ً حضرت كمودعة لصديقتها أخته
التي تربطها بها صداقة عمر واستحلفتها بالله ان توصل له الهدية
كانت عبارة عن رسالة قصيرة والقلم الذي كـُتبت به
او بتوصيف أدق كانت اغلا شيئين يقعان في يده في مساء حزين
كانت تهم بالانصراف وخرجت وتركتهما لديها فهي الوحيدة
التي تعلم بقلبها أين يستقر أخذتها ونزيف دمعتين حارقة تتساقط وبرعشة
خفيفة في يديها وهي تقبض على يديها مودعة لها وتقول سأفعل
لا تهتمي انتبهي لنفسك جيدا ً
وحين انصرفت كأن شيئا ً ينتزع من قلبها وهي تودعهما بالاحرى
لم يكن حاضرا ً بنفسه لكن كان موجودا ً بحضوره في قلبها
وبعد ساعة من انصرافها هاهي أخته تمد له كيسا ً ورقيا ً فيه مافيه
وقالت له أنه منها .. وانصرفت لكي لا يشعر برعشة يديها
قرأ الرسالة وكانت مختصرة جدا .. تعلم ان لا خيار لي لكن
السفر بات حتمي وأبي أصر على ان يذهب الجميع فجدي ليس على مايرام .
الجد في قريته البعيدة ليس على ما يرام والجميع هرع الى هناك
من ابناءه واحفاده فهو كان نعم الاب الاكبر للجميع بابتسامته
المشرقة وبروحه الابوية .. أنه كبير العائله ولابد ان يكون الجميع هناك
ولكن من أين يُستمد الصبر ولو كان حتما ً والزاما ً ان تسافر
كان ليله ليلاً لا ينقضي وغد يود أنه لا يأتي ولكنه أتى ورحلت
وعلم أنهم غادروا فجرا ً وأي فجر كان .. فجّر كل مواطن الانتظار
هاهو المساء يقترب ويخيم الظلام ويعم السكون فكان القرية هـُجرت
واخذ القلم وشعر به قطعة منه , اليس منها الم تكتب هي به
علمت الاقلام الاخرى ان لا سبيل الى ان تترقب مسكة اصابعه المعتاده
فهو كان يكتب اشعاراً ورسائل وكان يكتب كل ما يجول بنفسه
فقد تعود هذا كل مساء تقريبا ً وقد يمزق الورقة في النهاية
لكن الاقلام لا تسترح ابدا ً وهاهي تفتقد ذلك الرقص المسائي
التي تعودت عليه من وقت الى آخر
امسك القلم وكأنه يعرفه منذ زمن أحس بعلاقة خاصة بينهما
وكتب
ما كــن سـافـر غيـرهـا أي مخـلـوق
مـن سافـرت كـل شـي سـافـر معـاهـا
خلت لي الذكـرى وخلـت لـي الشـوق
وشـوف ٍ تلفـت وينـهـا مــا لقـاهـا
صدر الفضا من شدة الضيق مشقوق
والارض مـاكـن السـمـا ذي سـمـاهـا

ولم يستطع ان يكمل فقد سيطرت ذكراها على اللحظة ولم تترك
مجالا لأستحضار ما يريد قوله وقد ارهقه التعب وكأنه يقول
هو يوم وما أطوله فياترى كم سيطول الانتظار
تعود ان يضع دوما ً القلم والورقة التي يكتب عليها اذا لم تكتمل
في درج طاولة قريبة منه فتح الدرج و وضع الورقة وابقى القلم
ونظر اليه مليا ً ثم وضعه فوق الورقة واغلق الدرج
وتمدد وكأن الدنيا بحجم فراشه وسكون الليل يكاد يسمع من شدة السكون
اغمض عينيه وبعد وقت قصير سمع ما يشبه النحيب الخافت
أصغى جيداً وهو في مكانه لم يتحرك فالصوت قريب انه من هنا
واصغى وشعر ان الصوت قادم من طاولته العتيقه ومن الدرج ذاته
فتحه ببطء واذا بحبرٍ قد غطى وجه الورقة نظر جيداً أيعقل ان القلم
كان يبكي ؟.. اخذه بيده وقد كساه الحبر على جوانبه و مسحه بمنديل
معه و وضعه عند راسه كان منهكا ً ومشوشا ً
واستيقظ الصباح وهو يتذكر حلما ً راوده أن القلم كان يئن ليلتها
وهو يقول ولو فعل ما لمته ابدا ً , فتح الدرج و وجد ورقة عليها حبر
ولكن القلم غير موجود التفت الى فراشه فرأه عند وسادته
لم يفهم كيف حدث هذا هل كان القلم يبكي حقا ً ولم يكن حلما ً
وجد الحبر قد غطى ما كتبه من ابيات الا مطلع البيت الاول
ماكن سافر غيرها .. والبقية اختفت
والى الان مر اسبوعان وكل صباح يجد القلم عند وسادته
وحبرا ً يغطي الأوراق وهو لا يدري اكان حلما ً ام أن الاقلام تبكي ايضا.

من طرف ??? الخميس يوليو 05, 2012 12:42 am

السلام

نعم اخي الاقلام تنزف

وتنزف بشي اقوى من الدم بل اوجع

عندما بكى القلم

عندما بكى القلم

رد